artiсle

فهم الدورة الشهرية غير المنتظمة: الأسباب ومتى تطلب المساعدة


تعد الدورة الشهرية عملية طبيعية، لكن إيقاعها ليس مثالياً دائماً. تعتبر الدورة غير المنتظمة مصدر قلق شائع للعديد من النساء. دعونا نستكشف ما يشكل عدم الانتظام، وأسبابه المحتملة، ومتى يُنصح باستشارة أخصائي.

ما الذي يعتبر دورة غير منتظمة؟

تستمر الدورة "المنتظمة" عادةً ما بين 21 و35 يوماً، مع استمرار النزيف من 2 إلى 7 أيام. يمكن أن يظهر عدم الانتظام بعدة طرق:

  • تقلبات طول الدورة: تباينات كبيرة في الوقت بين الدورات (مثلاً: 21 يوماً في شهر، 40 يوماً في الشهر التالي).
  • انقطاع الدورة (انقطاع الطمث): غياب الحيض لعدة أشهر دون وجود حمل.
  • الدورات المتكررة (تعدد الطمث): دورات أقصر من 21 يوماً.
  • الدورات المتباعدة (قلة الطمث): دورات أطول من 35 يوماً.
  • نزيف غير متوقع: نزف خفيف أو نزيف بين الدورات.
  • نزيف غزير أو خفيف بشكل غير طبيعي (غزارة الطمث/ ضعف الطمث): انحرافات كبيرة عن تدفقك المعتاد.

الأسباب الشائعة للدورات غير المنتظمة:

١.‎ اختلال التوازن الهرموني: تقلبات هرموني الإستروجين والبروجسترون هي السبب الأكثر شيوعاً. يمكن أن يتأثر هذا بـ:
  • التوتر: التوتر المزمن يرفع مستويات الكورتيزول، مما يعطل الهرمونات التناسلية.
  • تغيرات الوزن الكبيرة: فقدان الوزن/زيادته بسرعة أو انخفاض وزن الجسم بشكل كبير (مثل الرياضيين أو اضطرابات الأكل) يمكن أن يوقف الإباضة.
  • متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS): اضطراب هرموني شائع يسبب دورات غير منتظمة وتكيسات المبيض وغالباً زيادة في الأندروجين.
  • اضطرابات الغدة الدرقية: يمكن أن يؤثر كل من فرط نشاط الغدة الدرقية وقصورها على انتظام الدورة.
  • فترة ما قبل انقطاع الطمث (Perimenopause): غالباً ما يصاحب الانتقال إلى سن اليأس عدم انتظام في الدورة.

٢. ‎عوامل نمط الحياة:
  • ممارسة التمارين المفرطة: النشاط البدني الشديد يمكن أن يكبح الإباضة.
  • سوء التغذية: النواقص الغذائية يمكن أن تؤثر على إنتاج الهرمونات.
  • اضطرابات النوم: تؤثر على تنظيم الهرمونات.

٣.‎ الحالات الطبية:
  • الأورام الليفية الرحمية أو السلائل: نمو حميد يسبب نزيفاً غزيراً أو غير منتظم.
  • مرض التهاب الحوض (PID): عدوى تؤثر على الأعضاء التناسلية.
  • بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis): ينمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم، مسبباً ألماً ونزيفاً غير منتظم.
  • قصور المبيض الأولي (POI): فقدان مبكر لوظيفة المبيض قبل سن الأربعين.
  • الأمراض المزمنة: السكري غير المسيطر عليه، الداء البطني (حساسية القمح).

٤.‎ الأدوية: بعض الأدوية، مثل بعض مضادات الذهان والعلاج الكيميائي ومميعات الدم والعلاجات الهرمونية (بما في ذلك بدء/إيقاع وسائل منع الحمل الهرمونية)، يمكن أن تسبب عدم انتظام.

٥. الرضاعة الطبيعية: هرمون البرولاكتين، المسؤول عن إنتاج الحليب، يكبح الإباضة، مما يؤدي إلى دورات غير منتظمة أو غائبة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
عدم الانتظام العرضي أمر طبيعي، لكن اطلبي المشورة الطبية إذا واجهتِ:

  • انقطاع الدورة لمدة 3 أشهر أو أكثر دون وجود حمل.
  • تغيرات مفاجئة في دورتك المنتظمة سابقاً.
  • نزيف بين الدورات أو بعد الجماع.
  • دورات متقاربة (أكثر من مرة كل 21 يوماً) أو دورات متباعدة (أقل من مرة كل 45 يوماً).
  • نزيف يستمر لأكثر من 7 أيام أو غزير للغاية (نقع فوطة/تامبون كل 1-2 ساعة).
  • ألم شديد أثناء دورتك.
  • أعراض تشير إلى متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS): نمو شعر زائد، حب الشباب، زيادة الوزن، تساقط الشعر.
  • أعراض تشير إلى مشاكل في الغدة الدرقية: تعب، تغيرات في الوزن، حساسية تجاه درجة الحرارة.
  • إذا كنتِ تحاولين الإنجاب ولديكِ دورات غير منتظمة.

التشخيص والعلاج:

سيبحث الطبيب في تاريخك الطبي، ويجري فحصاً حوضياً، ومن المرجح أن يطلب اختبارات مثل:

  • فحوصات الدم: للتحقق من مستويات الهرمونات (الغدة الدرقية، الهرمونات التناسلية، البرولاكتين).
  • فحص الموجات فوق الصوتية للحوض: لتصوير الرحم والمبيضين.
  • مسحة عنق الرحم (Pap smear): للكشف عن مشاكل عنق الرحم.

يعتمد العلاج كلياً على السبب الكامن:

  • تعديلات نمط الحياة: إدارة التوتر، الوصول إلى وزن صحي، تغذية متوازنة، تمارين معتدلة.
  • العلاج الهرموني: حبوب منع الحمل، البروجسترون، أو هرمونات أخرى لتنظيم الدورات.
  • علاج الحالات الكامنة: أدوية لمشاكل الغدة الدرقية، استراتيجيات إدارة متلازمة تكيس المبايض، مضادات حيوية للعدوى، جراحة للأورام الليفية/السلائل/بطانة الرحم المهاجرة.
  • علاجات الخصوبة: إذا كان عدم الانتظام مرتبطاً بصعوبة في الحمل.

الخلاصة:

الدورات الشهرية غير المنتظمة هي مشكلة واسعة الانتشار لها أسباب محتملة عديدة، تتراوح من التوتر ونمط الحياة إلى الاضطرابات الهرمونية والحالات الطبية. بينما يعتبر التباين العرضي أمراً طبيعياً، فإن عدم الانتظام المستمر أو الأعراض المقلقة تستدعي استشارة طبيب نسائية أو أخصائي غدد صماء. يعد التشخيص في الوقت المناسب ومعالجة السبب الجذري أمراً بالغ الأهمية للإدارة الفعالة والحفاظ على الصحة الإنجابية. لا تترددي في مناقشة مخاوفك المتعلقة بدورتك مع مقدم الرعاية الصحية.

© جميع الحقوق محفوظة. Nayya
الروابط
تابعي أخبارنا
Made on
Tilda